هل المحلات الصغيرة مهددة بالإغلاق؟ نظرة واقعية للم

في قادم الأيام، يبدو أن الساحة التجارية ستشهد تغيرات كبيرة، وقد نرى ـ والله أعلم ـ إغلاق نسبة لا يُستهان بها من المحلات الصغيرة، بما في ذلك بعض البقالات، المقاهي، الصالونات، والمشاريع الخدمية ذات الطابع المحلي. التقديرات الواقعية تشير إلى أن ما بين 20 إلى 30% من هذه المشاريع الصغيرة قد لا تتمكن من الاستمرار خلال السنوات القليلة القادمة.
هذا التراجع لا يحدث بشكل مفاجئ، بل تقف خلفه مجموعة من الأسباب المتراكمة التي بدأت تتضح أكثر فأكثر مع مرور الوقت. من أبرز هذه الأسباب، هو التكرار المفرط في نوعية المشاريع. تجد في حي صغير عددًا كبيرًا من المقاهي أو الصالونات أو البقالات التي تقدم نفس المنتجات، بنفس الأسلوب، وبسقف منخفض جدًا من التميز أو القيمة المضافة. هذا التشابه لا يمنح أي ميزة تنافسية، ويخلق ضغطًا مستمرًا على المبيعات، مما يجعل المشروع عُرضة للتآكل تدريجيًا.
إلى جانب ذلك، هناك عامل لا يقل خطورة، وهو ارتفاع الإيجارات بشكل كبير، وخاصة في المعارض التجارية. هناك من كان يدفع 150 ألف ريال سنويًا قبل سنوات، وأصبح الآن يواجه فاتورة إيجار تصل إلى 400 ألف ريال لنفس المساحة، أو حتى أقل. هذه القفزة في التكاليف الثابتة تجعل من الصعب جدًا على المشروع الصغير أن يُغطي مصاريفه الشهرية، فضلًا عن تحقيق ربح معقول.
وبين تكرار المشاريع وارتفاع الإيجارات، تقف المشاريع الصغيرة اليوم أمام تحديات حقيقية تتطلب تفكيرًا عميقًا قبل الإقدام على بدء أي مشروع، خصوصًا من فئة البقالات، الكوفي شوب، الصالونات، المتاجر الصغيرة، وبعض محلات التجزئة. فالمنافسة أصبحت شرسة، والسوق أصبح أكثر وعيًا، والبقاء لم يعد لمن يدخل أولًا، بل لمن يتميز ويصمد.
وفي ظل هذه المتغيرات، ربما حان الوقت لإعادة النظر في طبيعة المشاريع الصغيرة التي يُفكر بها كثير من الشباب ورواد الأعمال. التركيز على التخصص، والتميز، وفهم حاجة السوق بعمق، لم يعد خيارًا، بل ضرورة وجود